احياء اليوم الوطني للطالب
تحيي الجزائر “اليوم الوطني للطالب” المتزامن مع الذكرى الخامسة و الستون (65) لإضراب الطلبة الجزائريين الموافق ل19 ماي 1956، الذي يعتبر محطة مفصلية و حاسمة في تاريخ الثورة التحريرية المباركة، حيث استجاب الطلبة الجزائريين كباقي فئات الشعب الجزائري لنداء الواجب المقدس، و قرروا الالتفاف بمطالب الشعب و تبنيها ضد الاستعمار الغاشم، و جعلوا استقلال الجزائر هدفهم الأسمى مقدمين بذلك صورة مشرفة عن الطالب الجزائري المخلص
حيث أكد الطلبة الجزائريون على غرار عبد الرحمان طالب، مريم سعدان، عمر ادريس، الربيع بوشامة، أحمد رضا حوحو، أحمد طالب الابراهيمي، محمد بن يحي و عمارة لونيس و غيرهم، من خلال هذا الاضراب التاريخي التحامهم بالثورة التحريرية و ايمانهم بمبادئها و تعلقهم بقيمها، ووعيهم بمسؤوليتهم التاريخية اتجاه الوطن، حيث اتخذوا موقفا حاسما و قرارا جريئا أعلنوا من خلاله مغادرة قاعات الدراسة على مستوى الجامعات و الثانويات، و الانضمام للثورة المباركة، طبقا لمقولتهم الشهيرة *الشهادات لن تصنع منا أحسن الجثث*، المتضمنة في بيان اضرابهم
كما ساهم هذا الاضراب في تفنيد ادعاءات الاستعمار الفرنسي الغاشم الذي كان يروج للعالم بعدم وجود الثورة و رفض النخبة لها و أن الثوار مجرد قطاع طرق، فكان هذا الاضراب صفعة للاستعمار الفرنسي الغاشم و لإعلامها الكاذب المغرض، و غير الكثير من الحقائق لدى الرأي العام العالمي، و شكل نصرا حقيقيا و دعما معنويا و علميا قويا للثورة المجيدة، حيث ساهمت الكفاءات العلمية المميزة لهؤلاء الطلبة في احداث نقلة نوعية لمسارها التحرري
و اليوم و في اطار التصدي لجائحة كوفيد 19 التي ألمت ببلادنا الجزائر على غرار باقي دول العالم، تضامن الطلبة الجزائريون على مستوى مخابر البحث العلمي في الجامعات و معاهد التكوين المهني، كما عهدناهم في المحطات التاريخية، مع الشعب الجزائري من خلال مساهمتهم في تصنيع المحاليل المعقمة و أجهزة التنفس الاصطناعي و الكمامات، و كذا من خلال الانضمام للفرق الطبية المتواجدة في الصفوف الأولى لمجابهة هذا الوباء
ان الرسالة الخالدة التي تركها الطلبة الجزائريون خلال ثورة التحرير لا بد أن تكون درسا و عبرة و خريطة طريق لجيل الاستقلال الذي يجب عليه أن يستنير بالمقولة الشهيرة المذكورة أعلاه، التي تركها أسلافه و الاستلهام من بطولاتهم
وفاء للتضحيات الجسام للطلبة الجزائريين ابان الثورة التحريرية، تقع على عاتق طلبة الجزائر المستقلة بذل أقصى الجهود و تقديم التضحيات اللازمة من أجل تطوير البلاد و بناء الجزائر الجديدة و مؤسساتها و جعلها من الدول المتطورة الرائدة في جميع المجالات و رفع مقامها بين الأمم
.المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار
.تحيا الجزائر